47% من الأطفال دون سن الثامنة يتلقون رسائل تعرفهم بالمواقع الإباحية
الرياض: محمد آل ماطر
كشفت دراسات حديثة أجريت بدول مجلس التعاون الخليجي، حول ما يتابعه الشباب في الخليج العربي من البرامج التلفزيونية، أن 31% منهم يهتمون بمتابعه البرامج التلفزيونية الحية مثل "ستار أكاديمي" وغيرها. كما أكدت دراسة أخرى أجريت على 1000 طفل من دول المجلس دون سن الثامنة، حول استخدام ومتابعة "الإنترنت"، أن 75% منهم يقضون أكثر من ساعتين على شاشات الكمبيوتر لتصفح الإنترنت، و83% منهم يتلقون رسائل بريد إلكتروني لا تناسب أعمارهم، و62% يتلقون رسائل تدعوهم لتكوين علاقات تعارف مع الجنس الآخر، و47% يتلقون رسائل تعرفهم بالمواقع الإباحية، وأن التعليم بدول الخليج العربي حظي بكثير من التغير والتطور في الجانب التعليمي، حيث تدنت نسبة الأمية في دول الخليج العربي إلى 8%.
أكد ذلك مساء أول من أمس نائب مدير جامعة الإمارات سابقاً الدكتور سعيد بن عبدالله حارب، في ندوة قدمها بعنوان "المواطنة وتحديات العولمة في دول مجلس التعاون الخليجي"، بقاعة المحاضرات في مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض.
وبين محارب أن المواطنة بدول مجلس الخليج العربي هي حديثة النشأة، وواكبت تغيرات وتطورات كبيرة في العالم، وكان المواطن قديما بدول مجلس الخليج يحمل بطاقة "تابعية" أو "رعاية"، مشيراً إلى أن مفهوم "مواطنة" على مستوى العالم لم يستقر حتى الوقت الحالي، وأن دول الخليج العربي بادرت لطرح الكثير من البرامج التي تلامس احتياجاتها المستقبلية، ونبعت تلك البرامج من إحساس القائمين عليها بأن المواطنة بدأت تهتز أو تذوب، ومن تلك البرامج ما يختص بـ"ثقافة الحوار" و"مفهوم الذات".
ونوه محارب إلى التطور والتغير في كافة الجوانب، وطالت الجانبين الاجتماعي والسياسي في دول الخليج العربي، غير أنهما بدأتا صامدتين ولم تتغير أو تتأثر، وبقيت تحتفظ بقيمها وعاداتها الاجتماعية، مع العلم أن "العولمة" حاولت تفكيك الانغلاق عن الجانبين إلا أنها لم تستطع.
وأكد محارب على أهمية "العولمة" في دول الخليج العربي وتأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر في حياة مواطني الخليج العربي، ظهر ذلك التأثير في لباسهم وأكلهم وشؤون حياتهم اليومية، داعياً إلى تعزيز العولمة وعدم الانغلاق في وجهها وأخذ الجوانب الإيجابية منها.
وعدد محارب العوامل التي تؤثر في تشكيل " المواطنة " في دول الخليج العربي وتأثرها بالعولمة، منها العامل الديني، حيث إن تأثر العولمة أدى إلى أن هناك مواطنين بدول الخليج العربي، قدموا عامل الدين على المواطنة وآخرين قدموا المواطنة على الدين، وهناك من يدعون من خلال تيارات سياسية أو أطروحات فكرية على إحداث تعارض بينهما، رغم أن المواطن بسيط لا تعني له أي إشكالية أو تعارض، حيث يعتبر الدين جزءا مكونا لهوية الفرد في دول الخليج العربي، مؤكداً أن العولمة في دول الخليج العربي ساعدت على زيادة حالات التدين وبناء المساجد. وأكد أن تلك التغيرات التي طرأت على "الدين" بعد ظهور العولمة هي بسبب البحث عن الذات، حيث تولد شعور لدى الفرد بأهمية العودة للدين والتكافل مع الجميع لمواجهة آثار العولمة السلبية، متخوفاً من أن تتمادى خطورة العولمة لظهور شيء من الخروج عن خط التسامح والسلم، إلى منحى آخر لدى الشباب ولاسيما "الإرهاب".
وطالب محارب بالحفاظ على اللغة الأم اللغة العربية في دول الخليج العربي، متخوفا من ظهور جيل جديد لا يعترف بالتراث والقيم واللغة العربية، حيث إن هناك جيلاً يصفون تلك القيم الاجتماعية بـ"التخلف "و" شغل البدو"، متهماً بعض الدول بالسماح للغات الأخرى بمزاحمة اللغة العربية في مؤسساتها التعليمية وهذا يزيد من ظهور جيل يعاني من انفصام في الهوية أو المواطنة، وربما سعى إلى التغرب بعد تخرجه من مؤسسته التعليمية.
__________________
قبل أن تشتكي ذبول الأزهار
تذكّر ماذا عملت للعناية بها؟؟!